کد مطلب:370156 چهارشنبه 14 تير 1396 آمار بازدید:2412

زرارة بن أعین
 زرارة بن أعین‏

208- محمد بن مسعود، قال: حدثنی علی بن الحسن بن فضال، قال:


حدثنی أخوای محمد و أحمد ابنا الحسن، عن أبیهما الحسن بن علی بن فضال عن ابن بكیر، عن زرارة، قال: قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: یا زرارة ان اسمك فی أسامی أهل الجنة بغیر ألف، قلت: نعم جعلت فداك اسمی عبد ربه و لكنی لقبت بزرارة.


209- حدثنی محمد بن مسعود، قال: حدثنی علی بن محمد القمی، قال:


حدثنی محمد بن أحمد، عن عبد اللّه بن أحمد الرازی، عن بكر بن صالح، عن ابن أبی عمیر: عن هشام بن سالم، عن زرارة، قال: اسمع و اللّه بالحرف من جعفر بن محمد علیه السّلام من الفتیا فازداد به ایمانا.


210- حدثنی جعفر بن محمد بن معروف، قال، حدثنی محمد بن الحسین بن أبی الخطاب، عن جعفر بن بشیر، عن أبان بن تغلب، عن أبی بصیر، قال: قلت لأبی عبد اللّه علیه السّلام ان أباك حدثنی أن الزبیر و المقداد و سلمان الفارسی حلقوا رءوسهم لیقاتلوا أبا بكر، فقال لی: لو لا زرارة لظننت أن أحادیث أبی علیه السّلام ستذهب.


______________________________


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 346


211- حدثنی حمدویه بن نصیر قال: حدثنی محمد بن الحسین بن أبی الخطاب، عن الحسن بن محبوب السراد، عن العلاء بن رزین، عن یونس بن عمار، قال: قلت لأبی عبد اللّه علیه السّلام ان زرارة قد روى عن أبی جعفر علیه السّلام أنه لا یرث مع الام و الاب و الابن و البنت أحد من الناس شیئا إلا زوج أو زوجة، فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: أما ما رواه زرارة عن أبی جعفر علیه السّلام فلا یجوز أن ترده.


و أما فی الكتاب فی سورة النساء فان اللّه عز و جل یقول‏ «یُوصِیكُمُ اللَّهُ فِی أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَیْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ وَ إِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَ لِأَبَوَیْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَ وَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ‏[780]» یعنی اخوة الاب و أم و أخوة الاب، و الكتاب یا یونس قد ورّث هاهنا مع الابناء، فلا تورث البنات الا الثلثین.


212- محمد بن مسعود، عن الخزاعی عن محمد بن زیاد أبی عمیر، عن علی بن عطیة، عن زرارة، قال: و اللّه لو حدثت بكلما سمعته من أبی عبد اللّه علیه السّلام لانتفخت ذكور الرجال على الخشب.


213- حدثنی ابراهیم بن العباس الختلی، قال: حدثنی أحمد بن ادریس القمی، قال: حدثنی محمد بن أحمد بن یحیى، عن محمد بن أبی الصهبان او غیره عن سلیمان بن داود المنقری، عن ابن أبی عمیر، قال: قلت لجمیل بن دراج، ما أحسن محضرك و أزین مجلسك؟ فقال: أی و اللّه ما كنا حول زرارة بن أعین الا بمنزلة الصبیان فی الكتّاب حول المعلم.


214- حدثنی محمد بن قولویه، قال: حدثنی سعد بن عبد اللّه بن أبی خلف قال: حدثنی أحمد بن محمد بن عیسى، و عبد اللّه بن محمد بن عیسى أخوه، و الهیثم بن أبی مسروق، و محمد بن الحسین بن أبی الخطاب، عن الحسین بن محبوب، عن‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 347


العلاء بن رزین، عن یونس بن عمار، قال: قلت لأبی عبد اللّه علیه السّلام ان زرارة، و ذكر مثل الحدیث الذی رواه حمدویه بن نصیر، عن محمد بن الحسین، عن ابن محبوب‏


215- حدثنی حمدویه بن نصیر، عن یعقوب بن یزید، عن القاسم بن عروة، عن أبی العباس الفضل بن عبد الملك، قال: سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یقول: أحب الناس إلی أحیاء و أمواتا أربعة: برید بن معاویة العجلی، و زرارة، و محمد بن مسلم، و الاحول و هم أحب الناس إلی أحیاء و أمواتا.


216- محمد بن قولویه، قال: حدثنی سعد بن عبد اللّه، قال: حدثنی محمد بن الحسین بن أبی الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یوما و دخل علیه الفیض بن المختار، فذكر له آیة من كتاب اللّه عز و جل تأولها أبو عبد اللّه علیه السّلام فقال له الفیض: جعلنی اللّه فداك ما هذا الاختلاف الذی بین شیعتكم؟ قال: و أی الاختلاف یا فیض؟


فقال له الفیض: انی لا جلس فی حلقهم بالكوفة فأكاد أشك فی اختلافهم فی حدیثهم. حتى أرجع الى المفضل بن عمر، فیوقفنی من ذلك على ما تستریح الیه نفسی، و یطمئن الیه قلبی.


فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: أجل هو كما ذكرت یا فیض، ان الناس أولعوا بالكذب علینا ان اللّه افترض علیهم لا یرید منهم غیره و انی أحدث أحدهم بالحدیث فلا یخرج من عندی حتى یتأوله على غیر تأویله، و ذلك أنهم لا یطلبون بحدیثنا و بحبنا ما عند اللّه و انما یطلبون به الدنیا، و كل یحب أن یدعى رأسا، أنه لیس من عبد یرفع نفسه الا وضعه اللّه، و ما من عبد وضع نفسه الا رفعه اللّه و شرفه.


فاذا أردت بحدیثنا فعلیك بهذا الجالس و أومى بیده الى رجل من أصحابه، فسألت أصحابنا عنه فقالوا: زرارة بن أعین.


217- حدثنی حمدویه بن نصیر، قال: حدثنی یعقوب بن یزید، و محمد ابن الحسین بن أبی الخطاب، عن محمد بن أبی عمیر، عن ابراهیم بن عبد الحمید


______________________________


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 348


و غیره، قالوا: قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: رحم اللّه زرارة بن أعین، لو لا زرارة بن أعین، لو لا زرارة و نظراؤه لاندرست أحادیث أبی علیه السّلام.


218- حدثنی الحسین بن بندار القمی، قال: حدثنی سعد بن عبد اللّه بن أبی خلف القمی، قال: حدثنا علی بن سلیمان بن داود الرازی، قال: حدثنی محمد بن أبی عمیر، عن أبان بن عثمان، عن أبی عبیدة الحذاء، قال: سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یقول:زرارة و أبو بصیر و محمد بن مسلم و برید من الذین قال اللّه تعالى‏ «وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ»[781].


219- حدثنی حمدویه: قال حدثنی یعقوب بن یزید، عن ابن أبی عمیر، عن هشام بن سالم، عن سلیمان بن خالد الا قطع، قال: سمعت ابا عبد اللّه علیه السّلام یقول‏ ما أجد أحدا أحیا ذكرنا و أحادیث أبی علیه السّلام الا زرارة و ابو بصیر لیث المرادی و محمد بن مسلم و برید بن معاویة العجلی، و لو لا هؤلاء ما كان أحد یستنبط هذا.


هؤلاء حفاظ الدین و أمناء ابی علیه السّلام على حلال اللّه و حرامه، و هم السابقون إلینا فی الدنیا و السابقون إلینا فی الآخرة.


220- حدثنی محمد بن قولویه و الحسین بن الحسن، قالا: حدثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدثنا محمد بن عبد اللّه المسمعی، قال: حدثنی علی بن حدید المدائنی عن جمیل بن دراج، قال: دخلت على أبی عبد اللّه علیه السّلام فاستقبلنی رجل خارج من عند أبی عبد اللّه علیه السّلام من أهل الكوفة من اصحابنا.


فلما دخلت على أبی عبد اللّه علیه السّلام قال لی. لقیت الرجل الخارج من عندی؟


فقلت بلی هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة، فقال لا قدس اللّه روحه و لا قدس مثله انه ذكر أقواما كان أبی علیه السّلام ائتمنهم على حلال اللّه و حرامه و كانوا عیبة علمه و كذلك الیوم هم عندی، هم مستودع سری أصحاب أبی علیه السّلام حقا، اذا أراد اللّه‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 349


بأهل الارض سوءا صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم شیعتی أحیاء و أمواتا یحیون ذكر أبی علیه السّلام بهم یكشف اللّه كل بدعة ینفون عن هذا الدین انتحال المبطلین و تأول الغالین، ثم بكى.


فقلت: من هم؟ فقال: من علیهم صلوات اللّه و رحمته احیاء و امواتا، برید العجلی و زرارة و أبو بصیر و محمد بن مسلم، أما أنه یا جمیل سیبین لك أمر هذا الرجل الى قریب، قال جمیل: فو اللّه ما كان الا قلیلا حتى رأیت ذلك الرجل ینسب الى أصحاب أبی الخطاب، قلت: اللّه یعلم حیث یجعل رسالاته، قال جمیل: و كنا نعرف أصحاب أبی الخطاب ببغض هؤلاء رحمة اللّه علیهم.


221- حدثنی حمدویة بن نصیر، قال: حدثنا محمد بن عیسى بن عبید قال:


حدثنی یونس بن عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن زرارة.


و محمد بن قولویه و الحسین بن الحسن؛ قالا: حدثنا سعد بن عبد اللّه قال حدثنی هارون بن الحسن بن محبوب، عن محمد بن عبد اللّه بن زرارة و ابنیه الحسن و الحسین، عن عبد اللّه بن زرارة قال: قال لی أبو عبد اللّه علیه السّلام اقرأ منی على والدك السّلام.


و قل له: انی انما أعیبك دفاعا منی عنك فان الناس و العدو یسارعون الى كل من قربناه و حمدنا مكانه لا دخال الاذى فی من نحبه و نقربه، و یرمونه لمحبتنا له و قربه و دنوه منا، و یرون ادخال الاذى علیه و قتله و یحمدون كل من عبناه نحن و أن نحمد أمره.


فانما أعیبك لأنك رجل اشتهرت بنا و لمیلك إلینا و أنت فی ذلك مذموم عند الناس غیر محمود الاثر لمودتك لنا و لمیلك إلینا، فأحببت أن أعیبك لیحمدوا أمرك فی الدین بعیبك و نقصك و یكون بذلك منا دافع شرهم عنك یقول اللّه جل و عز «أَمَّا السَّفِینَةُ فَكانَتْ لِمَساكِینَ یَعْمَلُونَ فِی الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِیبَها وَ كانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ یَأْخُذُ كُلَّ سَفِینَةٍ غَصْباً»[782].


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 350


هذا التنزیل من عند اللّه صالحة، لا و اللّه ما عابها الا لكی تسلم من الملك و لا تعطب على یدیه، و لقد كانت صالحة لیس للعیب منها مساغ و الحمد للّه.


فافهم المثل یرحمك اللّه، فانك و اللّه أحب الناس إلی، و أحب أصحاب أبی علیه السّلام حیا و میتا، فانك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر، أن من ورائك ملكا ظلوما غصوبا یرقب عبور كل سفینة صالحة ترد من بحر الهدى لیأخذها غصبا ثم یغصبها و أهلها.


فرحمة اللّه علیك حیا و رحمته و رضوانه علیك میتا، و لقد أدى إلی ابناك الحسن و الحسین رسالتك، حاطهما اللّه و كلاهما و رعاهما و حفظهما بصلاح أبیهما كما حفظ الغلامین.


فلا یضیقن صدرك من الذی أمرك أبی علیه السّلام و أمرتك به، و أتاك أبو بصیر بخلاف الذی أمرناك به، فلا و اللّه ما أمرناك و لا أمرناه الا بأمر وسعنا و وسعكم الاخذ به.


و لكل ذلك عندنا تصاریف و معان توافق الحق، و لو أذن لنا لعلمتم أن الحق فی الذی أمرناكم به، فردوا إلینا الامر و سلموا لنا و اصبروا لا حكامنا و ارضوا بها، و الذی فرق بینكم فهو راعیكم الذی استرعاه اللّه خلقه، و هو اعرف بمصلحة غنمه فی فساد أمرها، فان شاء فرق بینها لتسلم، ثم یجمع بینها لتأمن من فسادها و خوف عدوها فی آثار ما یأذن اللّه، و یأتیها بالامن من مأمنه و الفرج من عنده.


علیكم بالتسلیم و الرد إلینا و انتظار أمرنا و أمركم و فرجنا و فرجكم، و لو قد قام قائمنا و تكلم متكلمنا، ثم استأنف بكم تعلیم القرآن و شرایع الدین و الاحكام و الفرائض، كما أنزله اللّه على محمد صلّى اللّه علیه و آله لأنكم أهل البصائر (1) فتكم ذلك الیوم‏


______________________________

زرارة بن أعین‏


قوله علیه السّلام: لأنكم‏[783] أهل البصائر لام التعلیل الداخلة على أن باسمها و خبرها على ما فی أكثر النسخ متعلقة


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 351


انكار شدیدا.


ثم لم تستقیموا على دین اللّه و طریقه، الا من تحت حد السیف فوق رقابكم،


______________________________

باستیناف التعلیم.


و «فتكم» بفتح الفاء و تشدید التاء المثناة من فوق جملة فعلیة على جواب لو.


و «ذلك الیوم» منصوب على الظرف، و «انكار شدید» مرفوع على الفاعلیة.


و المعنى: شق عصاكم، و كسر قوة اعتقادكم، و بدد جمعكم، و فرق كلمتكم.


قال فی أساس البلاغة: فتات المسك و هو كسارته و سقاطته و كذلك فتات الخبز و فتات العهن، و هذا مما یفت كبدی، وفت عضده اذا كسر قوته و فرق عنه أعوانه‏[784].


و فی النهایة الاثیریة: یقال لكل من أحدث شیئا فی أمرك دونك قد افتات علیك فیه، و فلان یفتات علیه فی كذا[785].


قلت: و ذلك افتعال من الفوت لا من الفت.


و فی القاموس: الفت الدق و الكسر بالاصابع و الشق فی الصخرة، وفت فی ساعده أضعفه، و الفتات ما تفتت و أهل بیت فت مثلثة الفاء منتشرون‏[786].


و فی بعض النسخ «انكارا شدیدا» نصبا على التمییز، أو على نزع الخافض و ذلك الیوم بالرفع على الفاعلیة.


و ربما یوجد فی النسخ: لأنكر، بفتح اللام، للتأكید، و أنكر على الفعل من الانكار، و أهل البصائر بالرفع على الفاعلیة، و فیكم بحرف الجر المتعلقة بمجرورها بأهل البصائر للظرفیة، أو بمعنى منكم، و ذلك الیوم بالنصب على الظرف، و انكارا شدیدا منصوبا على المفعول المطلق، أو على التمییز فلیعرف.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 352


ان الناس بعد نبی اللّه علیه السّلام ركب اللّه به سنة من كان قبلكم، فغیروا و بدلوا و حرفوا و زادوا فی دین اللّه و نقصوا منه، فما من شی‏ء علیه الناس الیوم الا و هو محرف عما نزل به الوحی من عند اللّه فاجب رحمك اللّه من حیث تدعى الى حیث تدعى، حتى یأتی من یستأنف بكم دین اللّه استینافا، و علیك بالصلاة الستة و الاربعین، و علیك بالحج أن تهل بالافراد، و تنوی الفسخ اذا قدمت مكة و طفت و سعیت، فسخت ما أهللت به.


و قلبت الحج عمرة أحللت الى یوم الترویة ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا الى منى و تشهد المنافع بعرفات و المزدلفة، فكذلك حج رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و هكذا أمر أصحابه ان یفعلوا: ان یفسخوا ما أهلوا به و یقلبوا الحج عمرة، و انما أقام رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله على احرامه لسوق الذی ساق معه، فان السائق قارن و القارن لا یحل حتى یبلغ هدیه محله، و محله المنحر بمنى، فاذا بلغ أحل، فهذا الذی أمرناك به حج المتمتع.


فالزم ذلك و لا یضیقن صدرك، و الذی أتاك به أبو بصیر من صلاة احدى و خمسین، و الا هلال بالتمتع بالعمرة الى الحج و ما أمرنا به من أن یهل بالتمتع فلذلك عندنا معان و تصاریف لذلك ما یسعنا و یسعكم و لا یخالف شی‏ء من ذلك الحق و لا یضاده، و الحمد للّه رب العالمین.


222- حدثنی محمد بن قولویه، قال حدثنا سعد بن عبد اللّه القمی، عن محمد ابن عبد اللّه المسمعی، و أحمد بن محمد بن عیسى، عن علی بن أسباط، عن الحسین ابن زرارة، قال: قلت لأبی عبد اللّه علیهما السّلام: ان أبی یقرأ علیك السّلام و یقول لك جعلنی اللّه فداك أنه لا یزال الرجل و الرجلان یقدمان فیذكران أنك ذكرتنی و قلت فی فقال: اقرأ أباك السّلام، و قل له أنا و اللّه أحب لك الخیر فی الدنیا و أحب لك الخیر فی الآخرة، و أنا و اللّه عنك راض فما تبالی ما قال الناس بعد هذا.


223- حدثنی محمد بن قولویه، قال: حدثنی سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن علی بن رئاب، قال: دخل زرارة على أبی‏


______________________________


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 353


عبد اللّه علیه السّلام فقال یا زرارة متأهل أنت؟ قال: لا، قال: و ما یمنعك من ذلك؟ قال: لأنی لا أعلم تطیب مناكحة هؤلاء أم لا؟


قال: فكیف تصبر و أنت شاب؟ قال أشتری الاماء، قال: و من أین طاب لك نكاح الاماء؟ قال: لان الامة ان رابنی من أمرها شی‏ء بعتها، قال: لم أسألك عن هذا، و لكن سألتك من أین طاب لك فرجها؟ قال له: فتأمرنی أن أتزوج؟ قال له: ذاك إلیك.


قال: فقال له زرارة هذا الكلام ینصرف على ضربین: اما أن لا تبالی أن أعصی اللّه اذ لم تأمرنی بذلك، و الوجه الاخر أن تكون مطلقا لی، قال: فقال علیك بالبلهاء


(1) قال فقلت: مثل التی تكون على رأی الحكم بن عیینة (2) و سالم بن أبی حفصة؟


______________________________

قوله (ع): علیك بالبلهاء


فی حدیث الزبرقان بن عمرو[787] امیة الضمیری: خیر أولادنا الابله العقول و خیر النساء البلهاء و قال: و لقد لهوت بطفلة میاله بلهاء تطلعنی على أسرارها.


قال ابن الاثیر فی النهایة: یرید أنه لشدة حیائه كالأبله و هو عقول، و قال فی الحدیث «ان أكثر أهل الجنة البله» جمع الابله، و هو الغافل عن الشر المطبوع على الخیر، و قیل: هم الذین غلبت علیهم سلامة الصدور و حسن الظن بالناس، لأنهم أغفلوا من دنیاهم فجهلوا حذق التصرف فیها، و أقبلوا على آخرتهم، و شغلوا أنفسهم بها، فاستحقوا أن یكونوا أكثر أهل الجنة، فاما الابله و هو الذی لا عقل له فغیر مراد فی الحدیث‏[788].


قوله رحمه اللّه: على رأى الحكم بن عیینة


الحكم بن عیینة كان استاذ زرارة من قبل، فانقطع عنه و اتصل بأبی جعفر علیه السّلام كما ذكره أبو عمرو الكشی فی الجزء الثالث من الكتاب.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 354


قال: لا، التی لا تعرف ما أنتم علیه و لا تنصب، قد زوج رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله أبا العاص ابن الربیع و عثمان بن عفان، و تزوج عائشة و حفصة و غیرهما، فقال: لست أنا بمنزلة النبی صلّى اللّه علیه و آله الذی كان یجری علیهم حكمه و ما هو الا مؤمن أو كافر قال اللّه عز و جل‏ «فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ»[789].


فقال له أبو عبد اللّه علیه السّلام: فأین أصحاب الاعراف؟ و أین المؤلفة قلوبهم؟


و أین الذین خلطوا عملا صالحا و آخر سیئا؟ و أین الذین لم یدخلوها و هم یطمعون؟


قال زرارة: أ یدخل النار مؤمن؟ فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: لا یدخلها الا أن یشاء اللّه قال زرارة: فیدخل الكافر الجنة؟ فقال أبو عبد اللّه: لا، فقال زرارة: هل یخلو أن یكون مؤمنا أو كافرا؟.


فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: قول اللّه أصدق من قولك یا زرارة، بقول اللّه أقول، یقول اللّه خ ج (1) «لَمْ یَدْخُلُوها وَ هُمْ یَطْمَعُونَ»[790] لو كانوا مؤمنین لدخلوا الجنة، و لو كانوا كافرین لدخلوا النار، قال: فما ذا؟ فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: أرجهم حیث أرجاهم اللّه أما أنك لو بقیت لرجعت عن هذا الكلام و لحللت عقدك قال، و أصحاب زرارة یقولون لرجعت عن هذا الكلام و تحللت عنك عقد الایمان.


قال أصحاب زرارة: فكل من أدرك زرارة بن أعین، فقد أدرك أبا عبد اللّه علیه السّلام فانه مات بعد أبی عبد اللّه علیه السّلام بشهرین أو أقلّ و توفى ابو عبد اللّه علیه السّلام و زرارة مریض مات فی مرضه ذلك.


______________________________

قوله (ع): خ ج‏


رمز خ ج مسمى الخاء المعجمة أولا و مسمى الجیم أخیرا، اشارة الى قول اللّه جل و عز «وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ»[791].


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 355


224- حدثنی ابو عبد اللّه محمد بن ابراهیم الوراق، قال: حدثنی علی بن محمد بن یزید القمی قال: حدثنی بنان بن محمد بن عیسى. عن ابن أبی عمیر، عن هشام بن سالم، عن محمد بن أبی عمیر، قال: دخلت على أبی عبد اللّه علیه السّلام فقال كیف تركت زرارة؟ قال: تركته لا یصلی العصر حتى تغیب الشمس، قال: فأنت رسولی الیه فقل له فلیصل فی مواقیت اصحابه فانی قد حرقت، قال: فأبلغته ذلك فقال: أنا و اللّه أعلم أنك لم یكذب علیه و لكنی أمرنی بشی‏ء فأكره أن أدعه.


225- حدثنی محمد بن قولویه، قال حدثنی سعد بن عبد اللّه، قال: حدثنی أبو جعفر أحمد بن محمد بن عیسى و علی بن اسماعیل بن عیسى، عن محمد بن عمرو بن سعید الزیات، عن یحیى بن محمد بن عیسى أبی حبیب، قال‏: سألت الرضا علیه السّلام عن أفضل ما یتقرب به العبد الى اللّه من صلاته؟ فقال: ست و أربعون ركعة فرائضه و نوافله، فقلت: هذه روایة زرارة، فقال: أ ترى أن أحدا كان أصدع بحق من زرارة.


226- حدثنی حمدویه، قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن القاسم بن عروة عن ابن بكیر، قال: دخل زرارة على أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: انكم قلتم لنا فی الظهر و العصر على ذراع و ذراعین، ثم قلتم أبردوا بها فی الصیف، فكیف الابراد بها؟


و فتح ألواحه لیكتب ما یقول، فلم یجبه أبو عبد اللّه علیه السّلام بشى‏ء، فأطبق ألواحه فقال: انما علینا أن نسألكم و أنتم أعلم بما علیكم.


و خرج و دخل أبو بصیر على أبی عبد اللّه علیه السّلام فقال ان زرارة سألنی عن شی‏ء فلم أجبه و قد ضقت فاذهب أنت رسولی الیه، فقل صل الظهر فی الصیف اذا كان ظلك مثلك و العصر اذا كان ظلك مثلیك، و كان زرارة هكذا یصلی فی الصیف، و لم أسمع أحدا من أصحابنا یفعل ذلك غیره و غیر ابن بكیر.


227- حمدویه، قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن ابن أبی عمر، عن ابن أذینة، عن زرارة، قال: كنت قاعدا عند أبی عبد اللّه علیه السّلام أنا و حمران، فقال له حمران:


______________________________


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 356


ما تقول فیما یقول زرارة فقد خالفته فیه؟ قال: فما هو؟ قال یزعم أن مواقیت الصلاة مفوضة الى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و هو الذی وضعها، قال: فما تقول أنت؟ قال: قلت أن جبریل علیه السّلام أتاه فی الیوم الاول بالوقت الاول و فی الیوم الثانی بالوقت الاخیر ثم قال جبریل: یا محمد ما بینهما وقت.


فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام یا حمران ان زرارة یقول: انما جاء جبریل مشیرا على محمد علیه السّلام، صدق زرارة، فجعل اللّه ذلك الى محمد علیه السّلام فوضعه و أشار جبریل علیه.


228- حدثنا محمد بن مسعود، قال حدثنا جبریل بن أحمد الفاریابی، قال:


حدثنی العبیدى محمد بن عیسى، عن یونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، قال:


سمعت زرارة یقول: رحم اللّه أبا جعفر و اما جعفر فان فی قلبی علیه لعنة! (1) فقلت له:


______________________________

قوله رحمه اللّه: فان فی قلبى علیه لعنة[792]


بفتح اللام للتأكید و اهمال العین مفتوحة أو مضمومة و تشدید النون، أی أن فی قلبی علیه لعنة، أی أن فی قلبی لعارضا و اعتراضا علیه، عنّ للنفس و عرض للقلب و هجس فی الصدر و خطر فی الضمیر معتنا معترضا.


أو أن فی قلبی شدة و ملاجة و هیجانا فی المعانة و الاعتنان أی المعارضة و الاعتراض.


و العنن أی اللجاج و المحاجة و المؤاخذة علیه أو لعارضة و غائلة علیه فجأة لست أدری ما سببها، من قولهم: أعننت بعنة ما أدری ما هی، أی تعرضت لشی‏ء ما أعرفه‏


قال فی مجمل اللغة: و لقیته عین عنة، أی فجاءة. و العنن شبه اللجاج.


و فی بعض النسخ اعجام الغین المضمومة اما على الاستعارة من الغنة للمستور فی حجاب القلب المكنون فی كنان الضمیر، أو بمعنى الغلظة.


قال فی المغرب: الغنه صوت من اللهاة و الانف مثل نون منك و عنك، لأنه لا حظ لها فی اللسان، و الخنة أشد منها، قال أبو زید: الغن الذی یجری كلامه فی‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 357


و ما حمل زرارة على هذا؟ قال: حمله على هذا لان أبا عبد اللّه علیه السّلام أخرج مخازیه.


229- حدثنی حمدویه، و ابراهیم ابنا نصیر، قالا: حدثنا العبیدی، عن هشام ابن ابراهیم الختلی و هو المشرقی، قال قال لی أبو الحسن الخراسانی علیه السّلام‏ كیف تقولون فی الاستطاعة بعد یونس فذهب فیها مذهب زرارة، و مذهب زرارة هو الخطاء؟


فقلت: لا، و لكنه بأبی أنت و أمی ما یقول زرارة فی الاستطاعة، و قول زرارة فیمن قدر و نحن منه براء و لیس من دین آبائك، و قال الآخرون بالجبر و نحن منه براء و لیس من دین آبائك.


قال: فبأی شی‏ء تقولون؟ قلت بقول أبی عبد اللّه علیه السّلام و سأل عن قول اللّه عز و جل‏


______________________________

لهاته، و الاخن الساد الخیاشم، و الغنة أیضا ما یغتری الغلام عند بلوغه اذا غلظ صوته.


و قال فی مجمل اللغة: واد أغن ملتف فترى الریح تجری و لها غنة و یقال: بل ذلك لكثرة ذبانه.


ثم ان السید جمال الدین بن طاوس كأنه على ما یستذاق من كلامه و یستشم من سیاقه، قد صحف النون بالیاء المثناة من تحت بعد العین المهملة، من العی- بالكسر- و هو الجهل و خلاف البیان، و الغین المعجمة- بالفتح- و هو الجهل و خلاف الرشد كما فی مجمل اللغة و غیره.


و ذلك لأنه قال فی اختیاره من كتاب الكشی فی الجواب عن هذا الحدیث و الطعن فیه بهذه العبارة: و قد روى من طریق محمد بن عیسى عن یونس ان زرارة استقل علم الصادق علیه السّلام.


و ما أبعد هذا من الحق و هل یشك مخالف أو مؤلف فی جلالة علم مولانا الصادق علیه السّلام و لقد أكثر محمد بن عیسى من القول فی زرارة حتى لو كان بمقام عدالة كادت الظنون تسرع الیه بالتهمة، فكیف و هو مقدوح فیه انتهى كلامه.


و قد أسمعناك من قبل أن محمد بن عیسى غیر ساقط الدرجة عن مقام العدالة


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 358


وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلًا[793] ما استطاعته؟ قال، فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام صحته و ما له فنحن بقول أبی عبد اللّه علیه السّلام نأخذ قال: صدق أبو عبد الله علیه السّلام هذا هو الحق.


230- حدثنی طاهر بن عیسى الوراق، قال: حدثنی جعفر بن أحمد بن أیوب قال حدثنی أبو الحسن صالح بن أبی حماد الرازی، عن ابن أبی نجران عن علی ابن أبی حمزة، عن أبی بصیر، عن أبی عبد الله علیه السّلام قال: قلت‏ الذین آمنوا و لم یلبسوا ایمانهم بظلم‏ قال أعاذنا اللّه و ایاك من ذلك الظلم قلت: ما هو؟ قال: هو و اللّه ما أحدث زرارة و أبو حنیفة و هذا الضرب قال: قلت: الزنا معه؟ قال: الزنا ذنب.


231- حدثنی محمد بن نصیر قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن حفص مؤذن علی بن یقطین یكنی أبا محمد، عن أبی بصیر، قال: قلت لأبی عبد الله علیه السّلام‏ الذین آمنوا و لم یلبسوا ایمانهم بظلم‏؟ قال: أعاذنا الله و ایاك یا أبا بصیر من ذلك الظلم ذلك ما ذهب فیه زرارة و أصحابه و أبو حنیفة و أصحابه.


232- حدثنی حمدویه بن نصیر، قال: حدثنی محمد بن عیسى بن عبید عن ابن أبی عمیر، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن حمزة، قال‏ قلت لأبی عبد اللّه علیه السّلام بلغنی أنك برئت من عمی یعنی زرارة؟ قال، فقال: انا لم أبرأ من زرارة لكنهم یجیئون و یذكرون و یروون عنه، فلو سكت عنه الزمونیه، فأقول من قال هذا فأنا الى اللّه منه بری‏ء.


233- محمد بن مسعود، قال: حدثنی عبد اللّه بن محمد بن خالد، قال: حدثنی الوشاء، عن ابن خداش، عن علی بن اسماعیل عن ربعی، عن الهیثم بن حفص العطار قال‏ سمعت حمزة بن حمران، یقول حین قدم من الیمن: لقیت أبا عبد اللّه علیه السّلام فقلت له بلغنى أنك لعنت عمی زرارة قال: فرفع یدیه حتى صك بها صدره، ثم قال: لا و اللّه ما قلت و لكنكم تأتون عنه بأشیاء فأقول من قال هذا فأنا منه بری‏ء.


قال قلت فأحكی لك ما یقول؟ قال نعم قال قلت: ان الله عز و جل لم یكلف العباد


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 359


الا ما یطیقون، و أنهم لن یعملوا الا أن یشاء الله و یرید و یقضی، قال: هو و الله الحق.


و دخل علینا صاحب الزطى فقال له یا میسر أ لست على هذا؟ قال: على أی شی‏ء أصلحك الله أو جعلت فداك؟ قال: فأعاد هذا القول علیه كما قلت له، ثم قال:


هذا و الله دینی و دین آبائی.


234- حدثنی أبو جعفر محمد بن قولویه، قال: حدثنی محمد بن أبی القاسم أبو عبد اللّه المعروف بماجیلویه (1)، عن زیاد بن أبی الحلال، قال: قلت لأبی عبد اللّه‏


______________________________

قوله: حدثنى أبو جعفر الى قوله حدثنى محمد بن أبى القاسم أبو عبد اللّه المعروف بما جیلویه‏


طریق هذا الحدیث صحیح بلا امتراء اتفاقا.


و من العجب كل العجب من السید جمال الدین بن طاوس اذ قال: الذی یظهر أن الروایة غیر متصلة، لان محمد بن أبی القاسم كان معاصرا لأبی جعفر محمد ابن بابویه، و یبعد أن یكون زیاد بن أبی الحلال عاش من زمن الصادق حتى لقیه محمد بن أبی القاسم معاصر أبی جعفر بن بابویه.


و كیف خفى علیه أن المعاصر لأبی جعفر بن بابویه محمد بن علی ما جیلویه لا محمد بن أبی القاسم، و كثیرا ما فی الفقیه و فی سائر كتبه یقول فی الاسانید: حدثنی محمد بن علی ما جیلویه عن عمه محمد بن أبی القاسم.


و یظهر من النجاشی أن محمد بن أبی القاسم جد محمد بن علی ما جیلویه المعاصر لأبی جعفر محمد بن بابویه، فانه ذكر فی كتابه ان محمد بن أبی القاسم الملقب ما جیلویه صهر أحمد بن أبی عبد اللّه على ابنته و ابنه محمد بن علی منها.


ثم قال أخبرنا ای علی بن أحمد رحمه اللّه قال: حدثنا محمد بن علی بن الحسین یعنی به أبی جعفر بن بابویه قال: حدثنا محمد بن علی ما جیلویه قال: حدثنا أبی علی بن محمد عن أبیه محمد بن أبی القاسم‏[794] فتدبر.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 360


علیه السّلام ان زرارة روى عنك فی الاستطاعة شیئا (1) فقبلنا منه و صدقناه، و قد أحببت أن أعرضه علیك، فقال: هاته، قلت: فزعم أنه سألك عن قول اللّه عز و جل‏ «وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلًا» فقلت: من ملك زادا و راحلة، فقال: كل من ملك زادا و راحلة، فهو مستطیع للحج و ان لم یحج؟ فقلت نعم.


______________________________

قوله: روى عنك فی الاستطاعة شیئا.


القول المنسوب الى زرارة و أصحابه، و قد قال مولانا الصادق علیه السّلام أنه بری‏ء منه، و أن ذلك لیس من دینه و دین آبائه صلوات اللّه علیهم، هو تفویض الفعل و اسناده الى قدرة العبد و ارادته على الاستقلال بالذات من غیر استناد الى اللّه و ارادته تعالى سلطانه أصلا الا بالعرض، و فریق جم من العامة یسمون أصحاب هذا القول بالقدریة.


و لعل من فی اقلیم العقل و البرهان یعلم أنه من الممتنع أن یتصحح للممكن الذاتی‏[795] تحقق بالفعل من دون الاستناد الى الواجب الحق بالذات.


و فی ازاء هذا القول قول الجبریة بالتحریك و أولئك هم القدریة على التحقیق و ایاهم عنی النبی صلّى اللّه علیه و آله «القدریة مجوس هذا الامة» كما قد أسلفنا بیانه، و هو اسناد أفعال العباد الى اللّه سبحانه ابتداء و نفی مدخلیة قدرة العبد و ارادته فی فعله مطلقا، و كان ذا العقل الصریح و الذهن الصراح لیس یحتاج فی ابطال ذلك الى مؤنة تجشم.


و الطریق الوسط الذی هو القول الفصل و الدین الحق و الكلمة السواء أنه لا جبر و لا تفویض و لكن أمر بین الامرین، فان المبادی المترتبة المنبعث عنها فعل العبد مبتدأة فی جهة التصاعد من القدرة الحقة الوجوبیة و الارادة الحقیقیة الربوبیة، و منتهیة فی جهة التنازل الى قدرة العبد و ارادته المنبعث عنهما فعله، و الجمیع فی نظام الوجود مستند الى الذات الاحدیة الحقة التی هی فی حد نفسها عین العلم المحیط


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 361


فقال: لیس هكذا سألنی و لا هكذا قلت، كذب علی و اللّه كذب علی و اللّه لعن اللّه زرارة لعن اللّه زرارة، لعن اللّه زرارة، انما قال لی من كان له زاد و راحلة فهو مستطیع للحج؟ قلت: و قد وجب علیه الحج (1)، قال: فمستطیع هو؟ فقلت: لا حتى یؤذن له، قلت: فأخبر زرارة بذلك؟ قال: نعم. قال زیاد: فقدمت الكوفة فلقیت زرارة فأخبرته بما قال أبو عبد اللّه علیه السّلام و سكت عن لعنه، فقال: اما أنه قد أعطانی الاستطاعة من حیث لا یعلم، و صاحبكم هذا لیس له بصر بكلام الرجال.


______________________________

التام، و القدرة الحقیقیة الواجبة، و الارادة الحقة القدوسیة.


فهذا دین مولانا الصادق و آبائه الصادقین صلوات اللّه علیهم أجمعین و هو دین اللّه الحق الذی ارتضاه لعباده المؤمنین فلیثبت.


قوله (ع): قلت: وجب علیه الحج‏


مولانا الصادق علیه السّلام حیث فسر الاستطاعة للحج بالصحة البدنیة و السعة المالیة انما رام بها الاستطاعة المترتبة علیها وجوب الحج و استقرار التكلیف به فی ذمة المكلف.


فزرارة لم یفهم ذلك، فمن سوء فهمه حسب أنه علیه السّلام أراد بها الاستطاعة المنبعث عنها فعل الحج و ایقاعه.


و لم یعلم أن تلك الاستطاعة انما هی ارادة العبد المستندة الى ارادة اللّه تعالى و مشیته، كما یقول القرآن الحكیم‏ «وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ»*[796] فالعبد مختار غیر مجبور فی فعله.


ضرورة أن فعله منبعث عن ارادته و اختیاره، و ان كانت المبادی و الاسباب المترتبة الموجبة لإرادته و اختیاره مستندة الى إرادة اللّه تعالى و اختیاره، فلا یرید و لا یختار الا أن یؤذن له فی قضاء اللّه سبحانه و قدره، و الثواب و العقاب من لوازم‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 362


235- قال أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزیز الكشی: و حدثنی أبو الحسن محمد بن بحر الكرمانی الدهنی (1) النرماشیری قال: و كان من الغلاة الحنقین (2) قال: حدثنی أبو العباس المحاربی الجزری، قال: حدثنا یعقوب بن یزید، قال حدثنا فضالة بن أیوب، عن فضیل الرسان، قال: قیل لأبی عبد الله علیه السّلام ان زرارة یدعى أنه أخذ علیك الاستطاعة؟ قال: لهم عقرا (3) كیف أصنع بهم، و هذا المرادی بین یدى و قد أریته و  هو أعمى بین السماء و الارض فشك و أضمر أنی ساحر، فقلت:


______________________________

، ماهیات الافعال و مترتبان على استحقاق العبد لهما من جهة ارادته و اختیاره.


و بسط القول هنالك على ذمة كتاب الایقاضات و على ذمة كتاب قبسات الحق المبین.


قوله رحمه اللّه: الدهنى‏


بضم الدال نسبة الى بنی دهن.


قال فی القاموس: بنودهن بالضم حی منهم معاویة بن عمار الدهنی‏[797].


قوله: من الغلاة الحنقیین‏


بفتح الحاء المهملة و كسر النون قبل القاف، أی المتعصبین المعاندین المتغیظین على أهل الحق.


قال فی الصحاح: الحنق الغیظ، و الجمع حناق كجبل و جبال و قد حنق علیه بالكسر أی اغتاظ فهو حنق‏[798].


قوله (ع): لهم عقرا[799]


یقال عقرا لفلان بفتح العین المهملة و التنوین و هو دعاء علیه بالقطع و الهلاك و الاستیصال.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 363


اللهم لو لم تكن جهنم الا اسكرجة (1) لوسعها آل اعین بن سنسن، قیل: فحمران؟ قال حمران لیس منهم.


قال الكشى: محمد بن بحر هذا غال، و فضالة لیس من رجال یعقوب. و هذا الحدیث مزاد فیه (2) مغیر عن وجهه.


______________________________

قال فی مجمل اللغة: و جدعا و عقرا لفلان، و للمرأة حلقی و عقری أی عقر اللّه جسدها و أصابها بداء فی حلقها.


و فی أساس البلاغة: و یقال فی الدعاء: جدعا له و عقرا و عقری حلقی و أن بنی فلان عقروا مراعی القوم اذا قطعوها و أفسدوها[800].


و فی المغرب: و لا تعقرن شجرا أی لا تقطعن و فی حدیث صفیه عقری حلقی على فعلی، و قیل: الالف للوقف، و فیه دعاء بقطع الرجل و الحلق أو بحلق الرأس و عن أبی عبید عقر جسدها و أصیبت بداء فی حلقها.


قوله: الا أسكرجة


فی النهایة الاثیریة فی الحدیث «لا آكل فی سكرجة» هى- بضم السین و الكاف و الراء و التشدید- اناء صغیر یؤكل فیه الشی‏ء القلیل من الادم، و هی فارسیة معربة و أكثر ما یوضع فیها الكوامخ و نحوها[801].


و ربما یقال: الا سكرجة اناء صغیر لا یسع من الماء أكثر من خمسة مثاقیل.


قوله رحمه اللّه: مزاد فیه‏


بضم المیم على البناء للمجهول كما فی مغیر عن وجهه، فان الزوادة بالواو كالزیادة بالیاء سیان فی المعنى، فصح فی البناء للمفعول المزاد فیه و المزید فیه بمعنى واحد.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 364


236- حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثنی جبریل بن أحمد، قال: حدثنی محمد بن عیسى بن عبید، قال: حدثنی یونس بن عبد الرحمن؛ عن عمر بن أبان عن عبد الرحیم القصیر، قال، قال لی أبو عبد اللّه علیه السّلام: ایت زرارة و بریدا فقل لهما ما هذه البدعة التی ابتدعتماها؟ ا ما علمتما أن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله قال: كل بدعة ضلالة.


قلت له: انی أخاف منهما فأرسل معی لیثا المرادی فأتینا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله علیه السّلام، فقال: و الله لقد أعطانی الاستطاعة و ما شعر، فاما برید فقال:


لا و الله لا أرجع عنها أبدا.


237- حدثنی حمدویه، قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن یونس، عن مسمع كردین أبی سیار، قال: سمعت أبا عبد الله علیه السّلام یقول: لعن الله بریدا و لعن الله زرارة.


238- حدثنی محمد بن مسعود، قال حدثنی جبریل بن أحمد، عن محمد ابن عیسى، عن یونس، عن اسماعیل بن عبد الخالق، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: ذكره عنده بنو أعین: فقال و اللّه ما یرید بنو أعین الا ان یكونوا علی غلب.


239- محمد بن مسعود، قال حدثنی جبرئیل بن أحمد، عن العبیدی، عن یونس، عن هارون بن خارجة، قال: سألت ابا عبد اللّه علیه السّلام عن قول اللّه عز و جل‏


______________________________

و ذلك لان الیائی یتعدى و لا یتعدى یقال: زاد مال فلان زیادة، أی ازداد، أو زاد هو فی علمه أو ماله أی ازداد فیه، و زاده اللّه خیرا أو علما على خلاف الامر فی الواوی، فلا یقال: الا أزاده ایاه زوادة.


و المزادة بالفتح و المزادة بالضم كلاهما فی الاصل اسم المكان، الاول من الزیادة و الثانی على هیئة اسم المفعول من باب الافعال من الزوادة و الجمع المزاود و صاحب القاموس نسب الجوهری هناك الى الوهم و هو و هم‏[802].


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 365


«الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ» قال: هو ما استوجبه أبو حنیفة و زرارة.


240- و بهذا الاسناد: عن یونس، عن خطاب بن مسلمة، (1) عن لیث المرادی قال: سمعت ابا عبد اللّه علیه السّلام یقول: لا یموت زرارة الا تائها.


241- بهذا الاسناد: عن یونس، عن ابراهیم المؤمن، عن عمران الزعفرانی (2) قال: سمعت ابا عبد اللّه علیه السّلام یقول لأبی بصیر: یا أبا بصیر و كنى (3) أثنى عشر رجلا ما أحدث أحد فی الإسلام ما أحدث زرارة من البدع، لعنه الله، هذا قول ابی عبد الله.


242- حدثنی حمدویه بن نصیر، قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن عمار ابن المبارك، قال: حدثنی الحسن بن كلیب الاسدی، عن أبیه كلیب الصیداوی، أنهم كانوا جلوسا، و معهم عذافر الصیرفی، و عدة من أصحابهم معهم أبو عبد الله علیه السّلام قال، فابتدأ أبو عبد الله علیه السّلام من غیر ذكر لزرارة، فقال لعن الله زرارة لعن الله زرارة لعن اللّه زرارة ثلاث مرات.


243- محمد بن مسعود، قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن حریز قال: خرجت‏


______________________________

قوله: عن خطاب بن مسلمة


خطاب ابن مسلمة- بفتح المیم و اسكان السین- الكوفی من أصحاب أبی عبد اللّه الصادق علیه السّلام ثقة، یروی كتابه عدة من أجلة أصحابنا منهم أبی عمیر قاله النجاشی‏[803] و غیره.


قوله: عن عمران الزعفرانى‏


عمران بن اسحاق الزعفرانی الكوفی من أصحاب الصادق علیه السّلام ذكره الشیخ فی كتاب الرجال‏[804].


قوله: كنى‏


بفتح الكاف و تشدید النون من التكنیة، أی خاطب اثنى عشر رجلا بالكنیة


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 366


الى فارس، و خرج معنا محمد الحلبی الى مكة، فاتفق قدومنا جمیعا الى حزین، (1) فسألت الحلبی فقلت له أطرفنا بشی‏ء، قال: نعم جئتك بما تكره، قلت لأبی عبد اللّه علیه السّلام ما تقول فی الاستطاعة؟ فقال: لیس من دینی و لا دین آبائی.


فقلت: الان ثلج عن صدری، و الله لا أعود لهم مریضا، و لا أشیع لهم جنازة و لا أعطیهم شیئا من زكاة مالی، قال: فاستوى أبو عبد الله علیه السّلام جالسا و قال لی كیف قلت؟ فأعدت علیه الكلام فقال أبو عبد الله علیه السّلام: كان أبی علیه السّلام یقول أولئك قوم حرم الله وجوههم على النار، فقلت: جعلت فداك فكیف قلت لی لیس من دینی و لا دین آبائی؟ قال: انما اعنی بذلك قول زرارة و أشباهه.


244- حدثنی محمد بن مسعود، قال حدثنی جبرئیل بن أحمد، قال: حدثنی موسى بن جعفر بن وهب، عن علی بن القصیر، (2) عن بعض رجاله، قال: استأذن زرارة


______________________________

أو كنى اثنى عشر رجلا بأبی بصیر و ناداهم بتلك الكنیة.


قوله: فاتفق قدومنا جمیعا الى حزین‏[805]


بفتح الحاء المهملة و كسر الزای كفعیل ماء بنجد.


و حزن بضم الحاء و فتح الزای كصرد الجبال الغلاظ الواحد حزنة بالضم قاله فی القاموس‏[806] و غیره.


قوله: عن على بن القصیر


فی أكثر نسخ هذا الكتاب علی بن القصیر، و هو اما ابن عبد الرحمن القصیر أو ابن عبد الرحیم القصیر.


و الشیخ فی كتاب الرجال فی أصحاب أبی عبد اللّه الصادق علیه السّلام قال: علی القصیر[807]. باسقاط ابن و هذا أظهر.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 367


ابن أعین و أبو الجارود على أبی عبد الله علیه السّلام قال: یا غلام ادخلهما فانهما عجلا المحیا و عجلا الممات.


(1)


245- حدثنی محمد بن مسعود، قال حدثنی جبرئیل بن أحمد، عن موسى بن جعفر، عن علی بن أشیم، قال حدثنی رجل، عن عمار الساباطی، قال: نزلت منزلا فی طریق مكة لیلة فاذا أنا برجل قائم یصلی صلاة ما رأیت أحد صلى مثلها و دعا بدعا ما رأیت أحدا دعا بمثله.


فلما أصبحت نظرت الیه فلم أعرفه، فبینا أنا عند ابی عبد الله علیه السّلام جالسا اذ دخل الرجل فلما نظر أبو عبد الله علیه السّلام الى الرجل، قال: ما أقبح بالرجل ان یتمنه (2) رجل من اخوانه على حرمة من حرمته فیخونه فیها.


______________________________

قوله (ع): عجلا المحیا و عجلا الممات‏


بكسر العین المهملة و اسكان الجیم تثنیة العجل عجل السامری، یعنی علیه السّلام ان الناس یتذللون و یختضعون لهما، و یعتدون بهما و یسیرون على طریقهما، و یأخذون بقولهما فی محیاهما و فی مماتهما، كما بنو اسرائیل تعبدت و تذللت و اختضعت للعجل فهما عجلا شیعتنا فی المحیا و الممات.


و كیف یسعك أن لا تأذن لهما بالدخول؟ ادخلهما، و هذا صریح فی أنه علیه السّلام كان مغتاظا علیهما فی دین اللّه.


و لكن طریق هذا الخبر علی القصیر عن بعض رجاله، و هو غیر معلوم. و أیضا انما أنكر علیه السّلام علیهما فی خصوص مسألة القضاء و القدر بقولهما بالاستطاعة، كما قد تضمنه خبر الحلبی و غیره من الاخبار، فلیعلم.


قوله (ع) أن‏[808] یتمنه‏


بتشدید التاء المثناة من فوق بعد یاء المضارعة افتعالا من الامانة بقلب الهمزة تاء و ادغام التاء فی التاء كما فی تتخذه مثلا.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 368


قال: فولى الرجل، فقال لی أبو عبد الله علیه السّلام: یا عمار أ تعرف هذا الرجل؟


قلت: لا و الله الا أنی نزلت ذات لیلة فی بعض المنازل، فرأیته یصلی صلاة ما رأیت احدا صلى مثلها، و دعا بدعاء ما رأیت أحدا دعا بمثله، فقال لی هذا زرارة بن أعین، هذا و الله من الذین و صفهم الله عز و جل فی كتابه فقال: و قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا.


246- حدثنی حمدویه، قال. حدثنی محمد بن عیسى، عن ابن أبی عمیر عن ابن أذینة، عن عبد اللّه الحلبى، قال: سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام و سأله انسان قال:


انی كنت أنیل التیمیة (1) من زكاة مالى حتى سمعتك تقول فیهم، أ فأعطیهم أم أكف؟


قال: لا بل اعطهم فان الله حرم أهل هذا الامر على النار.


247- حدثنی حمدویه، قال: حدثنی محمد بن عیسى، (2) عن ابن أبی عمیر، عن هشام بن سالم، عن محمد بن حمران، عن الولید بن صبیح، قال: دخلت على أبی عبد اللّه علیه السّلام فاستقبلنی زرارة خارجا من عنده، فقال لی أبو عبد الله علیه السّلام یا ولید أ ما تعجب من زرارة یسألنی عن اعمال هؤلاء، أی شی‏ء كان یرید؟ أ یرید أن أقول له لا، فیروی ذلك عنی؟ ثم قال: یا ولید متى كانت الشیعة تسأل (3) عن أعمالهم، انما كانت الشیعة


______________________________

قوله: أنیل التیمیة


فی أكثر النسخ «التیمیة» و هم بنی ضبة نسبة الى تیم بن ضبة، لا من بنی تیم بن مرة رهط أبی بكر فلیعلم.


قوله: حدثنى حمدویه قال حدثنى محمد بن عیسى‏


الطریق صحیح على ما هو الأصحّ فی محمد بن عیسى العبیدی.


قوله (ع): یا ولید متى كانت الشیعة تسأل‏


یعنی علیه السّلام أن الشیعة قاطبة یعلمون بتة أن الامامة و الخلافة منصب العترة الطاهرة و حق الذریة الطیبة علیهم السّلام، و أن بنی أمیة و بنی العباس و عمالهم المقلدین لا عمالهم كالولاة و القضاة من قبلهم، ظلمة و جورة غصبة لمسند من له الحكم و


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 369


تقول: من أكل من طعامهم و شرب من شرابهم، و استظل بظلهم، متى كانت الشیعة تسأل عن مثل هذا.


248- حدثنی محمد بن مسعود، قال حدثنی عبد اللّه بن محمد بن خالد الطیالسی قال: حدثنی الحسن بن علی الوشاء، عن أبی خداش، عن علی بن اسماعیل عن أبی خالد.


و حدثنی محمد بن مسعود قال: حدثنی علی بن محمد القمی، قال: حدثنی محمد بن أحمد بن یحیى، عن ابن الریان عن الحسن بن راشد، عن علی بن اسماعیل عن أبی خالد، عن زرارة قال: قال لى زید بن علی علیه السّلام و أنا عند أبی عبد اللّه علیه السّلام ما تقول یا فتى فی رجل من آل محمد استنصرك؟ فقلت ان كان مفروض الطاعة نصرته، و ان كان غیر مفروض الطاعة فلی أن أفعل و لی أن لا أفعل، فلما خرج قال أبو  عبد اللّه علیه السّلام: أخذته و اللّه من بین یدیه و من خلفه و ما تركت له مخرجا.


249- و روى عن زرارة بن أعین: قال جئت الى حلقة بالمدینة فیها عبد الله ابن محمد و ربیعة الرأى، (1) فقال عبد الله: یا زرارة سل ربیعة عن شی‏ء مما اختلفتم؟


فقلت: ان الكلام یورث الضغائن، فقال لی ربیعة الرأی: سل یا زرارة.


______________________________

الولایة بالحق، فآحاد الشیعة لا یسألون عن ذلك أحدا، لكونه من المعلوم المستبین عندهم، فضلا عن زرارة و نظائره.


انما الذی یتجه السؤال عنه عند الشیعة هو قبول جوائز هؤلاء الظلمة الجورة و عطایاهم و الاكل من طعامهم و الشراب من شرابهم و الاستظلال بظلهم.


فسؤال زرارة ایای عن عمالهم و أعمالهم تفوح منه رائحة أنه یرید أن یسمعنی أقول فی الجواب أنهم ظلمة جورة غصبة لمنصب الولایة و مسند الحكم، فیروی ذلك عنی فیبلغهم أنی أقول منهم كذا و كذا فلیعرف.


قوله: ربیعة الرأى‏


أبو عبد الرحمن ربیعة بن عبد الرحمن المدنی الفقیه، یقال له ربیعة الرأى.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 370


قال قلت: بم كان رسول الله صلّى اللّه علیه و آله یضرب فی الخمر؟ قال بالجرید و النعل، فقلت لو أن رجلا أخذ الیوم شارب خمر و قدم الى الحاكم ما كان علیه؟ قال: یضربه بالسوط لان عمر ضرب بالسوط، قال، فقال عبد اللّه بن محمد: یا سبحان اللّه یضرب رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله بالجرید و یضرب عمر بالسوط، فیترك ما فعل رسول الله صلّى اللّه علیه و آله و یأخذ ما فعل عمر.


250- حدثنی حمدویه قال: حدثنی أیوب، عن حنان بن سدیر قال: كتب معی رجل أن أسأل أبا عبد اللّه علیه السّلام عما قالت الیهود و النصارى و المجوس و الذین أشركوا: هو مما شاء أن یقولوا؟ (1) قال: قال لی ان ذا من مسائل آل أعین لیس من دینى و لا دین آبائی، قال، قلت ما معی مسألة غیر هذه.


______________________________

قال الذهبی فی میزان الاعتدال و قد احتج به أصحاب الكتب كلها و قد قال سور بن عبد الله القاضی: ما رأیت أحدا أعلم من ربیعة الرأی قیل له و لا الحسن و لا ابن سیرین و قال: و لا الحسن و لا ابن سیرین.


و أما ربیعة بن محمد أبو قضاعة الطائی فقد قال فی میزان الاعتدال: انه الذی روى عن ذی النون، عن ملك بن غسان، عن ثابت، عن أنس انقض كوكب و قال رسول الله صلّى اللّه علیه و آله: انظروا فمن انقض فی داره فهو الخلیفة بعدی، فنظرنا فاذا هو فی منزل علی بن ابی طالب علیه السّلام فقال جماعة: قد غوى محمد فی حب علی فنزلت‏ «وَ النَّجْمِ إِذا هَوى‏ ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى‏[809]».


و ربیعة بن ناجذ فی میزان الاعتدال: أنه روى علی أخی و وراثی، و رواه عنه أبو صادق.


قوله: مما شاء أن یقولوا


فی حیز الانكار یعنی ما قالت الیهود و النصارى و المجوس و الذین أشركوا كیف یسوغ أن یكون مما شاء اللّه أن یقولوا، و لو لم یكن القول بالاستطاعة هو


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 371


251- حدثنی محمد بن قولویه قال: حدثنی سعد بن عبد اللّه بن أبی خلف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن رشید، قال: حدثنی الحسن بن علی بن یقطین، عن أخیه أحمد بن علی، عن أبیه على بن یقطین، قال، لما كانت وفاة أبی عبد اللّه علیه السّلام قال الناس بعبد الله بن جعفر.


و اختلفوا: فقائل قال به، و قائل قال بأبی الحسن علیه السّلام فدعا زرارة ابنه عبیدا فقال: یا بنی الناس مختلفون فی هذا الامر: فمن قائل بعبد الله فانما ذهب الى الخبر الذی جاء ان الامامة فی الكبیر من ولد الامام، فشد راحلتك و امض الى المدینة حتى تأتینی بصحة الامر، فشد راحلته و مضى الى المدینة.


و اعتل زرارة فلما حضرته الوفاة سأل عن عبید، فقیل انه لم یقدم، فدعا بالمصحف فقال: اللهم انى مصدق بما جاء نبیك محمد فیما أنزلته علیه و بینته لنا على لسانه، و أنی مصدق بما انزلته علیه فی هذا الجامع، و ان عقیدتی و دینی الذی یأتینی به عبید ابنی و ما بینته فی كتابك، فان أمتنی قبل هذا فهذه شهادتی على نفسی و اقراری بما یأتى به عبید ابنی و انت الشهید علی بذلك.


فمات زرارة، و قدم عبید، فقصدناه لنسلم علیه، فسألوه عن الامر الذی قصده فأخبرهم ان أبا الحسن علیه السّلام صاحبهم.


252- حدثنی حمدویه، قال: حدثنی یعقوب بن یزید قال: حدثنی على‏


______________________________

الحق للزم ذلك، فقال مولانا الصادق علیه السّلام ان ذا من مسائل آل أعین لیس من دینی و دین آبائی.


و التحقیق أنه انما یلزم من ابطال القول بالاستطاعة دخول ذلك و امثاله من الشرور فی قضاء الله سبحان بالعرض، و أن متعلق ارادة الله تعالى و مشیته بأمثال ذلك بالعرض من حیث هی لوازم الخیرات الكثیرة فی نظام الوجود لا بالذات من جهة ما هی شرور.


و تمام القول هنالك فی كتاب القبسات و فی كتاب الایقاضات فلیتعرف.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 372


ابن حدید، عن جمیل بن دراج، قال‏ ما رأیت رجلا مثل زرارة بن أعین، انا كنا نختلف الیه فما نكون حوله إلا بمنزلة الصبیان فی الكتاب حول المعلم، فلما مضى أبو عبد اللّه علیه السّلام و جلس عبد اللّه مجلسه: بعث زرارة عبیدا ابنه زائرا عنه لیعرف الخبر و یأتیه بصحته، و مرض زرارة مرضا شدیدا قبل ان یوافیه عبید.


فلما حضرته الوفاة دعا بالمصحف فوضعه على صدره ثم قبله، قال جمیل:


فحكى جماعة ممن حضره أنه قال: اللهم انی ألقاك یوم القیامة و امامى من ثبت فی هذا المصحف امامته، اللهم انی أحل حلاله و أحرم حرامه و اومن بمحكمه و متشابهه و ناسخه و منسوخه و خاصه و عامه، على ذلك أحیا و علیه اموت ان شاء اللّه.


253- محمد بن قولویه، قال: حدثنی سعد بن عبد اللّه، عن الحسن بن علی ابن موسى بن جعفر، عن أحمد بن هلال، عن أبی یحیى الضریر، عن درست ابن أبی منصور الواسطى، قال: سمعت أبا الحسن علیه السّلام یقول‏ ان زرارة شك فی امامتی فاستوهبته من ربی تعالى.


254- حدثنی محمد بن قولویه، قال: حدثنی سعد، عن أحمد بن محمد بن عیسى، و محمد بن عبد اللّه المسمعى، عن علی بن أسباط، عن محمد بن عبد اللّه بن زرارة، عن أبیه قال: بعث زرارة عبیدا ابنه یسئل عن خبر أبی الحسن علیه السّلام فجائه الموت قبل رجوع عبید الیه فأخذ المصحف فأعلاه فوق رأسه.


و قال: ان الامام بعد جعفر بن محمد من اسمه بین الدفتین فی جملة القرآن منصوص علیه من الذین أوجب اللّه طاعتهم على خلقه، أنا مؤمن به قال: فأخیر بذلك ابو الحسن الاول علیه السّلام فقال: و الله كان زرارة مهاجرا الى الله تعالى.


255- حمدویه بن نصیر، قال: حدثنی محمد بن عیسى بن عبید عن محمد ابن أبی عمیر، عن جمیل بن دراج و غیره، قال: وجه زرارة عبیدا ابنه الى المدینة یستخبر له خبر أبی الحسن علیه السّلام و عبد الله بن أبی عبد الله، فمات قبل أن یرجع الیه عبید.


______________________________


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 373


قال محمد بن أبی عمیر، حدثنی محمد بن حكیم، قال: قلت لأبی الحسن الاول علیه السّلام و ذكرت له زرارة و توجیهه ابنه عبیدا الى المدینة، فقال ابو الحسن: انی لارجوا أن یكون زرارة ممن قال الله تعالى‏ «وَ مَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ».


256- حدثنی محمد بن مسعود، قال: أخبرنا جبریل بن أحمد، (1) قال: حدثنى محمد بن عیسى، عن یونس، عن ابراهیم المؤمن، عن نصیر بن شعیب عن عمة زرارة، قالت: لما وقع زرارة و اشتد به: قال: ناولینی المصحف فناولته و فتحته فوضعه على صدره، و أخذه منی ثم قال: یا عمة أشهدى أن لیس لی امام غیر هذا الكتاب.


257- حدثنی محمد بن مسعود، قال: حدثنی جبریل بن أحمد، قال:


حدثنی العبیدی عن یونس، عن ابن مسكان، قال‏ تدارأنا (2) عند زرارة فی شی‏ء من أمور الحلال و الحرام، فقال قولا برأیه، فقلت أ برأیك هذا أم بروایة؟ فقال: انی اعرف، (3) أ و لیس رب رأى خیر من أثر.


______________________________

قوله: حدثنى محمد بن مسعود قال حدثنى جبریل بن أحمد


هذا الحدیث صحیح السند على التحقیق.


قوله: تدارأنا عند زرارة


تدارأنا بالهمزة تفاعلا من الدراء، و هو الدفع أی تناظرنا و تدافعنا فدفع كل منا كلام الاخر، أو تدارینا بالیاء من الدرایة بمعنى العلم و المعرفة.


و فی نسخه «تذاكرنا» من الذكر و المذاكرة و الأصحّ الاول.


قوله: انى أعرف.


أعرف على صیغة أفعل التفضیل، أی أنی أعلم بما قلت ما علی و لا علیك من ذلك من شی‏ء، سواء علی أ كان برأی أم بروایة.


و قوله «أ و لیس رب رأى خیر من أثر» حق لا معدى عنه، و ذلك لأنه ربما كان‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 374


258- حدثنی أبو صالح خلف بن حماد بن الضحاك، قال: حدثنی أبو سعید الادمی، قال: حدثنی ابن أبی عمیر، عن هشام بن سالم، قال‏ قال لی زرارة بن أعین: لا ترى على اعوادها غیر جعفر، (1) قال: فلما توفی أبو عبد اللّه علیه السّلام أتیته فقلت له أ تذكر الحدیث الذى حدثتنی به؟ و ذكرته له، و كنت أخاف ان یجحدنیه، فقال: انی و اللّه ما كنت قلت ذلك الا برأیی.


259- حمدویه بن نصیر، قال: حدثنا محمد بن عیسى، عن الوشاء، عن هشام بن سالم، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر علیه السّلام عن جوائز العمال؟ فقال:


لا بأس به، قال ثم قال: انما اراد زرارة أن یبلغ هشاما انی أحرم أعمال السلطان.


______________________________

رأى نتیجة برهان عقلی یقینى و الاثر ظنی، فالیقین خیر من الظن.


و ربما كان اثر بصریح منطوقه مدافعا للأصول العقلیة و القوانین الیقینیة، و ان كان سلیم الاسناد صحیح الطریق فیجب تأویله، و ان لم یكن محتملا للتأویل وجب طرحه فلیعلم.


قوله لا یرى على أعوادها غیر جعفر


لا یرى اما بضم یاء المضارعة على البناء للمجهول، أو بفتح التاء للخطاب على صیغة المعلوم، أو بالنون للمتكلم مع الغیر. «على أعوادها» جمع عود أی على عیدان سریر الامامة و الولایة و منبر الوصایة و الخلافة غیر جعفر علیه السّلام.


یعنی أنه علیه السّلام هو المهدی القائم الموعود لخاتم الائمة، فلما توفی أبو عبد اللّه جعفر بن محمد علیهما السّلام اتیت زرارة فقلت له: أتذكر الحدیث الذی حدثنی به ابی أنه لا یرى على اعواد سریر الامامة و الوصایة غیر جعفر بن محمد علیهما السّلام و ذكرت الحدیث له و كنت أخاف ان یجحدنیه فلم یجحده و لا اسنده الى الروایة عن احد.


بل قال: انی و اللّه ما كنت قلت ذلك الا برأی منی؛ لا بروایة عن جعفر بن محمد و لا عن احد غیره، فتبین انی كنت مخطأ فی رأی، و هذا یدل على جلالة قدر زرارة فی الثقة و الدیانة جدا.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 375


260- محمد بن مسعود، قال حدثنا عبد اللّه بن محمد بن خالد الطیالسی قال:


حدثنی الحسن بن علی الوشاء، عن محمد بن حمران، قال: حدثنی زرارة قال، قال لی أبو جعفر علیه السّلام حدث عن بنی اسرائیل و لا حرج قال: قلت جعلت فداك و اللّه ان فی احادیث الشیعة ما هو اعجب من احادیثهم قال: و أی شی هو یا زرارة؟ قال:


فاختلس من قلبی فمكثت ساعة لا أذكر ما أرید قال لعلك ترید الهفتیة (1) قلت نعم قال:


فصدق بها فانها حق.


______________________________

قوله: الهفتیة[810]


بالهاء المفتوحة ثم الفاء ثم التاء المثناة من فوق ثم یاء النسبة المشددة أی ملمة تتهافت منها القلوب فتتساقط العقائد و یهتاج منها تهاوش الوساوس فی الصدور و تثاور الشكوك فی الاعتقادات.


و فی بعض النسخ «الهفیة» بكسر الفاء و اسكان الیاء المثناة من تحت قبل التاء المثناة من فوق على الفعیلة بمعنى الفاعلة.


قال فی مجمل اللغة: التهافت تساقط الشى‏ء شیئا شیئا، و تهافت الفراش فی النار تساقط، و كل شی‏ء انخفض و اتضع فقد هفت و انهفت، و وردت هفیتة من الناس اقحمتها السنة ای ساقطة.


و فی الصحاح: هفت الشی‏ء هفتا و هفاتا، ای تطایر لخفته، و كل شی‏ء انخفض و اتضع فقد هفت و انهفت، و التهافت التساقط قطعة قطعة و یقال، وردت هفیته من الناس للذین اقحمتهم السنة[811].


و فی القاموس: المفهوت المتحیر[812].


و الهفتیة او الهفیتة فی هذا الحدیث هی غیبة القائم المنتظر علیه السّلام غیبة طویلة


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 376


261- حدثنی محمد بن مسعود، قال: حدثنی جبریل بن أحمد: قال حدثنی محمد بن عیسى، عن یونس، عن ابن مسكان، قال‏ سمعت زرارة یقول: انی كنت أرى جعفرا علم مما هو، و ذاك أنه یزعم أنه سأل ابا عبد اللّه علیه السّلام عن رجل من أصحابنا مختفى من غرامه، فقال اصلحك اللّه ان رجلا من اصحابنا كان مختفیا من غرامه فان كان هذا الامر قریبا صبر حتى یخرج مع القائم، و ان كان فیه تأخیر صالح غرامه؟


فقال له أبو عبد اللّه علیه السّلام: یكون فقال زرارة، یكون الى سنة؟ فقال أبا عبد اللّه علیه السّلام:


یكون إن شاء اللّه، فقال زرارة: فیكون الى سنتین؟ (1) فقال أبو عبد اللّه: یكون إن شاء اللّه،


______________________________

و حیرة تتوحر منها الصدور فی الاستیقان و تنزلق منها الاقدام عن الاستقامة، و تتحیر فی تمادیها الاحلام و البصائر، كما قد ورد فی اخباره كثیره جمة اوردنا طائفة منها فی كتاب شرعة التسمیة.


قوله: فقال زرارة تكون الى سنتین‏


قلت: غفر اللّه لزرارة و ثقف بصیرته و انعم باله ما أسوأ فهمه الاسرار و اسخف تدربه فی معرفة الاسالیب، أ لیس حیث سأله علیه السّلام عن خروج القائم قال علیه السّلام فی الجواب، یكون: و لم یقرنه بالاستثناء ایذانا بأن ذلك أمر كائن واقع بتة، لا یعتریه ریب و لا یتطرق الیه امتراء أصلا.


ثم اذ سأل عن التأجیل الى سنة اجاب علیه السّلام بقوله یكون إن شاء اللّه، یعنی ان الامر فی ذلك الى علم اللّه تعالى و مشیته.


ثم ازداد فی الاجل و قال: الى سنتین، أعاد علیه الجواب بقوله یكون إن شاء اللّه تنبیها على ان ذلك امر موكول الى علم الله و مفوض الى مشیته.


و هو سر من اسرار الله لا یعلم وقته الا الله سبحانه، فكل من وقت و جعل لذلك أمدا مضروبا و وقتا معلوما و أجلا معینا، فقد أخطأ و كذب على الله و على الرسول و الائمة علیه و علیهم السلام.


و قد ورد فی أحادیثهم علیه السّلام «كذب الوقاتون».


و لست اشعر كیف لم یوطن نفسه الى ان یكون الى سنة، ثم تجشم توطین النفس‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 377


فخرج زرارة فوطن نفسه على أن یكون الى سنتین فلم یكون فقال ما كنت أرى جعفر (1) الا أعلم مما هو. (2)


262- محمد بن مسعود، قال: كتب إلینا الفضل، یذكر عن ابن ابی عمیر عن ابراهیم بن عبد الحمید، عن عیسى بن ابی منصور و ابی اسامة الشحام و یعقوب الاحمر، قالوا: كنا جلوسا عند ابی عبد اللّه علیه السّلام فدخل علیه زرارة فقال ان الحكم بن عیینة حدث عن ابیك أنه قال صل المغرب دون المزدلفة، فقال له ابو عبد اللّه علیه السّلام انا تأملته (3) ما قال ابی هذا قط كذب الحكم على ابی، قال: فخرج زرارة و هو یقول: ما ارى الحكم كذب على أبیه.


______________________________

على سنتین مع أنه علیه السّلام لم یزد فی الجواب أولا و اخیرا على قوله یكون إن شاء الله شیئا و لیعرف‏


قوله: ما كنت أرى جعفرا


على صیغة المجهول بمعنى أظن، و فی الحدیث عن النبی صلّى اللّه علیه و آله: البر ترون بهن.


على البناء للمجهول، أی تظنون بهن البر و الخیر.


قول: الا أعلم مما هو


أى مما هو علیه فی العلم، و قد استبان لك ان هذا الكلام من زرارة انما نشأ من سوء فهمه لكلام الامام علیه السّلام.


قوله (ع): أنا تأملته‏


سیرد هذا الحدیث فی ترجمة حكم بن عیینة، و فیه بأیمان ثلاثة، و هو الصحیح، یعنی قال ابو عبد الله علیه السّلام: و الله و الله و الله ما قال ابی هذا قط.


فاما فی هذا الموضع ففی اكثر النسخ «انا تأملته» من تأملت الشی‏ء اذا نظرت الیه مستبینا له.


ثم ان هناك ختم الحدیث على قوله علیه السّلام كذب الحكم على أبی، و لم یذكر


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 378


263- محمد بن یزداد، قال: حدثنی محمد بن علی الحداد، عن مسعدة بن صدقة، قال: قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: ان قوم یعارون الایمان عاریة ثم یسلبونه یقال لهم یوم القیامة المعارون، أما أن زرارة بن أعین منهم.


264- حمدان بن أحمد: (1) قال حدثنا: معاویة بن حكیم، عن أبی داود


______________________________

ما بعد ذلك، و هو قال: و خرج زرارة و هو یقول: ما أرى الحكم كذب على أبیه.


لكن الاسناد هناك الى ابراهیم بن عبد الحمید حمدویه و ابراهیم ابنا نصیر قالا: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب الكوفی عن جعفر بن محمد بن حكیم عن ابراهیم بن عبد الحمید، فالروایة لیست بمضطربة المتن، بل روایتان باسنادین مختلفین.


و لعل مرام زرارة ما أظن الحكم كذب على أبیه علیه السّلام، بل انما التبس على الحكم ما قاله أبو جعفر علیه السّلام، و انما دعا زرارة الى هذا القول ان الحكم بن عیینة كان استاذ زرارة من قبل انقطاعه الى أبی جعفر علیه السّلام. فأحب أن یذب عنه بقوله هذا.


و السید جمال الدین بن طاوس فی الجواب من هذه الروایة ما زاد على قوله:


ابراهیم بن عبد الحمید واقفی ضال لا یثبت بروایته القدح فی مثل زرارة شیئا.


قلت: ابراهیم بن عبد الحمید الذی هو من أصحاب أبی عبد اللّه الصادق علیه السّلام ثقة له أصل، یروی عنه ابن أبی عمیر و صفوان بن یحیى، قاله الشیخ فی كتاب الرجال‏[813] و غیره، و لو كان ضعیفا كان ضعفه فی هذا الحدیث منجبرا بروایة ابن أبی عمیر ایاه عنه، فكیف و هو ثقة بشهادة المشیخة الثقات، فالمصیر فی الجواب عنه الى ما قلناه فلیتبصر


قوله: حمدان بن أحمد


اسمه محمد و یقال له حمدان و هو ابن خاقان النهدی القلانسی، و سیجی‏ء فی الكتاب توثیقه.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 379


المسترق قال: كنت قائد ابی بصیر فی بعض جنائز اصحابنا، فقلت له هو ذا زرارة فی الجنازة قال لی: اذهب بی الیه، قال، فذهبت به الیه، قال، فقال له السلام علیك ابا الحسین فرد علیه زرارة السلام، و قال له: لو علمت أن هذا من رأیك (1) لبدأتك به، قال، فقال له أبو بصیر: بهذا أمرت.


265- یوسف: (2) قال: حدثنی علی بن أحمد بن بقاح، عن عمه عن زرارة قال: سألت أبا عبد اللّه علیه السّلام عن التشهد؟ فقال: اشهد ان لا إله الا اللّه وحده لا شریك له و أشهد ان محمدا عبده و رسوله، قلت التحیات و الصلوات؟ قال التحیات و الصلوات (3) فلما خرجت قلت ان لقیته لا سألنه غدا فسألته من الغد عن التشهد، فقال كمثل ذلك قلت التحیات و الصلوات؟ قال التحیات و الصلوات، قلت: القاه بعد یوم لا سألنه غدا فسألته عن التشهد؟ فقال كمثله، قلت التحیات و الصلوات؟ قال التحیات و الصلوات فلما خرجت ضرطت فی لحیته و قلت لا یفلح ابدا.


______________________________

قوله: ان هذا من رأیك‏


اسم الاشارة و الضمیر المتصل المجرور للمجی‏ء و التسلیم، یعنی لو كنت أعلم أن المجی‏ء إلی و التسلیم علی من رأیك و من عند نفسك لبدأتك بالتسلیم، و لكنی ظننت أنك فی ذلك مأمور من قبل مولاك علیه السّلام، فقال له أبو بصیر: نعم الامر كما ظننت فأنی قد أمرت بهذا.


قوله: یوسف‏


ابن السخت و هو ضعیف.


قوله: التحیات و الصلوات‏


ظن زرارة أن تقریره علیه السّلام ایاه على التحیات من باب التقیة، مخافة أن یروی عنه زرارة أنه ینكر التحیات فی التشهد، فقال: لئن لقیته غدا لا سألنه لعله یفتینی بالحق من غیر تقیة.


فلما سأله من الغد و أجابه بمثل ما قد كان أجابه و قرره أیضا على التحیات‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 380


266- علی بن محمد بن قتیبة، قال: حدثنی محمد بن أحمد، عن محمد ابن عیسى، عن ابراهیم بن عبد الحمید، عن الولید بن صبیح، قال: مررت فی الروضة بالمدینة فاذا انسان قد جذبنی، فالتفت فاذا انا بزرارة، فقال لى: استأذن لى على صاحبك؟ قال: فخرجت من المسجد فدخلت على ابی عبد اللّه علیه السّلام فأخبرته الخبر فضرب بیده على لحیته، ثم قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: لا تأذن له لا تأذن له، لا تأذن له فان زرارة یریدنی على القدر (1) على كبر السن، و لیس من دینی و لا دین آبائی.


267- محمد بن أحمد: عن محمد بن عیسى عن علی بن الحكم، عن بعض رجاله عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: دخلت علیه فقال: متى عهدك بزرارة؟ قال، قلت‏


______________________________

كما قد كان قرره، حمل زرارة ذلك أیضا على التقیة و قال سألقاه بعد الیوم فلا سألنه عن ذلك مرة أخرى، فلعله یترك التقیة و یجیبنی على دین الامامیة، فلما سأله من الغد ثالثا و أجابه علیه السّلام و قرره على قوله و التحیات بمثل ما قد أجابه و قرره بالامس و الامس، علم أنه لیس یترك التقیة مخافة منه.


و قال: فلما خرجت ضرطت فی لحیته فقلت: لا یفلح أبدا. و الضمیر عائد الى من یعمل بذلك و یعتقد صحته، أی فی لحیة من یعتقد لزوم التحیات فی التشهد، كما عند المخالفین من العامة، و یعمل بذلك و یحتسبه من دین الامامیة، لا یفلح من یأتی بذلك على اعتقاد أنه من الدین أبدا.


قوله: علیه السلام یریدنى على القدر


اطلاق القدر فی هذا الحدیث على التفویض و الاستطاعة، و القدریة على المفوضة القائلین بالاستطاعة، بناء على ما قد كان شاع فی زمن مولانا الصادق علیه السّلام من اصطلاح العامة على ذلك.[814]


 


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى) ؛ ج‏1 ؛ ص380


اما على التحقیق فالقدریة هم الجبریة الذاهبون الى القدر، أعنی أسناد أفعال العباد الى قضائه و قدره من غیر علیة و مدخلیة لقدرة العبد و ارادته فی فعله أصلا، كما قد أدریناك فیما قد سبق غیر مرة واحدة.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏1، ص: 381


ما رأیته منذ أیام، قال: لا تبال و ان مرض فلا تعده و ان مات فلا تشهد جنازته قال، قلت زرارة؟ متعجبا مما قال، قال: نعم زرارة، زرارة شر من الیهود و النصارى و من قال ان مع اللّه ثالث ثلاثة.


268- علی، قال: حدثنی یوسف بن السخت عن محمد بن جمهور، عن فضالة بن أیوب، عن میسر، قال: كنا عند أبی عبد اللّه علیه السّلام فمرت جاریة فی جانب الدار على عنقها قمقم قد نكسته، قال فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: فما ذنبی ان اللّه قد نكس قلب زرارة كما نكست هذه الجاریة هذا القمقم.


269- محمد بن نصیر، قال: حدثنا محمد بن عیسى، عن عثمان بن عیسى عن حریز، عن محمد الحلبی، قال‏ قلت لأبی عبد اللّه علیه السّلام: كیف قلت لی لیس من دینی و لا دین آبائى؟ قال: انما أعنی بذلك (1) قول زرارة و اشباهه.


______________________________

قوله علیه السلام: انما أعنى بذلك‏


فیصل القول فی زرارة أن الاخبار فی مدحه و ذمه متعارضة، لكنها جمیعا مطابقة على أنه ثقة صحیح الحدیث متدین متورع فی روایة الحدیث مستقیم على دین الامامیة الى حین مماته.


و انما الذم فی حقه من جهة خطأه فی مسألة القضاء و القدر، و قوله بالتفویض و الاستطاعة، لشبهة عویصة عوصاء تصعب الفصیة عنها، و من جهة إساءته فی الادب بالنسبة الى الصادق علیه السّلام اتكالا على ارتفاع منزلته عنده و شدة اختصاصه به.


ثم عمدة التعویل فی صحة حدیث زرارة عند الاصحاب، انعقاد الاجماع على تصحیح ما یصح عنه و الاقرار له بالفقه فی آخرین، كما نقله أبو عمرو الكشی و غیره و سیرد علیك فی أصل الكتاب فلا تكونن من الممترین.


[780] سورة النساء: 11

[781] سورة الواقعة: 10.

[782] سورة الكهف: 79

[783] و في المطبوع من الرجال: لا نكر أهل البصائر فتكم ذلك اليوم الخ.

[784] أساس البلاغة: 461.

[785] نهاية ابن الاثير: 3/ 477.

[786] القاموس: 1/ 153.

[787] و في« م»: عمرو بن امية

[788] نهاية ابن الاثير: 1/ 155

[789] سورة التغابن: 2

[790] سورة الاعراف: 46

[791] سورة التوبة: 106

[792] و في المطبوع من الرجال: لفتة.

[793] سورة آل عمران: 97

[794] رجال النجاشى: 273

[795] في« س»: الذاتية

[796] سورة الانسان: 30

[797] القاموس: 4/ 224

[798] الصحاح: 4/ 1465

[799] و في المطبوع من الرجال: عفرا.

[800] أساس البلاغة: 430

[801] نهاية ابن الاثير: 2/ 384.

[802] هذه الزيادة في« م» فقط بخط السيد الداماد( ره).

[803] رجال النجاشى: 118

[804] رجال الشيخ: 257

[805] و في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: حين، و المصحح للمطبوع وقع هنا في تحير عجيب.

[806] القاموس: 4/ 213

[807] رجال الشيخ: 268

[808] و في المطبوع من الرجال: تأتمنه.

[809] و قد رواه المغازلى في المناقب: 310 و البحار: 35/ 283 و العمدة: 38 و الطرائف: 22.

[810] و في المطبوع من الرجال: الغيبة

[811] الصحاح: 1/ 270

[812] القاموس: 1/ 160

[813] الرجال للشيخ: 146

[814] كشى، محمد بن عمر، اختيار معرفة الرجال، 2جلد، موسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث - ايران - قم، چاپ: 1، 1404 ه.ق.